أقام مركز الأمير خالد الفيصل للاعتدال بجامعة الملك عبدالعزيز في جدة دورة خاصة لعضوات هيئة التدريس بجامعة الملك عبدالعزيز عن مؤشرات التطرّف وكيفية تحصين الشباب والفتيات من تلك الآفة المهلكة للأفراد والمجتمعات.
وناقش المدرب الدكتور صالح بن يحيى الغامدي، رئيس قسم علم النفس بمعهد الدراسات العليا التربوية، مع المشاركات التطرف بأشكاله المختلفة الديني والاجتماعي والفكري والذي يعتبر ظاهرة عالمية وليست خاصة بمجتمع او دين معين.
وتحدث الغامدي عن أبعاد التطرف الثلاثة المعرفية والوجدانية والسلوكية بمزيد من التفصيل، مرورا بمظاهر التطرف وسمات المتطرفين الشخصية، مع بيان سيكولوجية التطرف والتفسيرات النظرية لدوافع المتطرفين.
وأكد الدكتور الغامدي على أنه لم يتم الاتفاق حتى الآن بين العلماء والباحثين المهتمين بمثل هذه القضايا على مؤشر واضح للتطرف والمتطرفين، ولكن توجد دراسات أظهرت للمتخصصين مؤشرات متعددة تتضح على الشاب المتطرف ومنها تغير مفاجئ في شخصيته وسلوكه مع انطواء ملاحظ وعدم الرغبة في المشاركات الاجتماعية وتكفير المعارضين والتشدد على النساء وتمجيد بعض الشخصيات المتطرفة والارهابية ومحاولة ايجاد العذر لهم بعد وقوع الهجمات الارهابية وكذلك مهاجمة علماء الدين والحكومات الاسلامية، والشعور بأن الدين الإسلامي أصبح غريبا ولابد من نصرته.
وأضاف الغامدي أن بعض السمات الشخصية قد تجعل المتطرفين ينجذبون للجماعات منها نقص الوعي الذاتي والديني ، وممارسة العنف ضد الاخرين منذ الصغر ، وكراهية المجتمع وعدم تقبل الرأي الآخر .
بدورها قدمت الدكتورة فاتن البريكان نائبة مدير مركز الأمير خالد الفيصل للاعتدال الشكر الجزيل لجامعة الملك عبدالعزيز على إتاحة الفرصة لتقديم هذا الموضوع بالغ الأهمية خصوصا في مثل هذا الوقت الذي انتشرت وتطورت فيه وسائل التطرّف والارهاب والتجنيد الإلكتروني بشكل لم نشهد له مثيلاً من قبل.
وأوضحت البريكان أنه بالإضافة إلى مناقشة مؤشرات التطرّف، فقد تمت مناقشة سبل وقاية الشباب من التطرف والتأكيد على دور الأسرة والوالدين في دعم الجانب الوقائي عن طريق رفع مستوى الوعي لدى الشباب وبالذات الوعي الديني ومحاولة تحصين الشباب بالتوعية الفكرية والرقابة من قبل الوالدين والمربين في المدارس والتي تحميهم من الوقوع في براثن تلك الجماعات المتطرفة.
تجدر الإشارة إلى أن مركز الأمير خالد الفيصل للاعتدال يعمل على نشر وتعزيز ثقافة الاعتدال ومعالجة قضايا التطرف والإرهاب والعنف والعنصرية بأسلوب علمي مدروس، من خلال إجراء الدراسات والأبحاث النوعية في مجال الاعتدال ومكافحة التطرّف وتقديم برامج تعليمية ودورات تدريبية متميزة ومتخصصة في تلك المجالات، لإعداد وتأهيل الكفاءات معرفيًا ومهنيًا ومهارياً وفقًا لاحتياجات المجتمع وبما يواكب متطلبات العصر.